الماجد : الماجد فى اللغة بمعنى الكثير الخير الشريف المفضال ، والله
الماجد من له الكمال المتناهى والعز الباهى ، الذى بعامل العباد بالكرم
والحود ، والماجد تأكيد لمعنى الواجد أى الغنى المغنى ، واسم الماجد لم
يرد فى القرآن الكريم ، ويقال أنه بمعنى المجيد إلا أن المجيد أبلغ ، وحظ
العبد من الاسم أن يعامل الخلق بالصفح والعفو وسعة الأخلاق
الواحد : الواحد فى اللغة بمعنى الفرد الذى لم يزل وحده ولم يكن معه أحد ،
والواحد بمعنى الأحد وليس للأحد جمع ، والله تعالى واحد لم يرضى
بالوحدانية لأحد غيره ، والتوحيد ثلاثة : توحيد الحق سبحانه وتعالى لنفسه
، وتوحيد العبد للحق سبحانه ، وتوحيد الحق للعبد وهو أعطاؤه التوحيد
وتوفيقه له ، والله واحد فى ذاته لا يتجزأ ، واحد فى صفاته لا يشبهه شىء ،
وهو لا يشبه شىء ، وهو واحد فى أفعاله لا شريك له
القادر المقتدر : الفرق بين الاسمين أن المقتدر أبلغ من القادر ، وكل
منهما يدل على القدرة ،والقدير والقادر من صفات الله عز وجل ويكونان من
القدرة ، والمقتدر ابلغ ، ولم يعد اسم القدير ضمن الاسماء التسعة وتسعين
ولكنه ورد فى آيات القرآن الكريم أكثر من ثلاثين مرة
والله القادر الذى يقدر على أيجاد المعدوم وإعدام الموجود ، أما المقتدر
فهو الذى يقدر على إصلاح الخلائق على وحه لا يقدر عليه غيره فضلا منه
وإحسانا
المقدم المؤخر : المقدم لغويا بمعنى الذى يقدم الأشياء ويضعها فى موضعها ،
والله تعالى هو المقدم الذى قدم الأحباء وعصمهم من معصيته ، وقدم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بدءا وختما ، وقدم أنبياءه وأولياءه بتقريبهم
وهدايتهم ، أما المؤخر فهو الذى يؤخرالأشياء فيضعها فى مواضعها ، والمؤخر
فى حق الله تعالى الذى يؤخر المشركين والعصاة ويضرب الحجاب بينه وبينهم
،ويؤخر العقوبة لهم لأنه الرؤوف الرحيم ، والنبى صلى الله عليه وسلم غفر
له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ومع ذلك لم يقصر فى عبادته ، فقيل له ألم
يغفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) فأجاب : ( أفلا أكون عبدا شكورا
) ، واسماء المقدم والمؤخر لم يردا فى القرآن الكريم ولكنهما من المجمع
عليهما
الأول الآخر : الأول لغويا بمعنى الذى يترتب عليه غيره ، والله الأول بعنى
الذى لم يسبقه فى الوجود شىء ، هو المستغنى بنفسه ، وهذه الأولية ليست
بالزمان ولا بالمكان ولا بأى شىء فى حدود العقل أو محاط العلم ، ويقول بعض
العلماء أن الله سبحانه ظاهر باطن فى كونه الأول أظهر من كل ظاهر لأن
العقول تشهد بأن المحدث لها موجود متقدم عليها ، وهو الأول أبطن من كل
باطن لأن عقلك وعلمك محدود بعقلك وعلمك ، فتكون الأولية خارجة عنه ، قال
إعرابى للرسول عليه الصلاة والسلام : ( أين كان الله قبل الخلق ؟ ) فأجاب
: ( كان الله ولا شىء معه ) فسأله الأعرابى : ( والأن ) فرد النبى بقوله :
( هو الأن على ما كان عليه ) ، أما الآخر فهو الباقى سبحانه بعد فناء خلقه
، الدائم بلا نهاية ، وعن رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء : يا
كائن قبل أن يكون أى شىء ، والمكون لكل شىء ، والكائن بعدما لا يكون شىء ،
أسألك بلحظة من لحظاتك الحافظات الغافرات الراجيات المنجيات
الظاهر الباطن : الظاهر لغويا بمعنى ظهور الشىء الخفى وبمعنى الغالب ،
والله الظاهر لكثرة البراهين الظاهرة والدلائل على وجود إلهيته وثبوت
ربوبيته وصحة وحدانيته ، والباطن سبحانه بمعنى المحتجب عن عيون خلقه ، وأن
كنه حقيقته غير معلومة للخلق ، هو الظاهر بنعمته الباطن برحمته ، الظاهر
بالقدرة على كل شىء والباطن العالم بحقيقة كل شىء
الوالـي : الله الوالى هو المالك للأشياء ، المستولى عليها ، فهو المتفرد
بتدبيرها أولا ، والمتكفل والمنفذ للتدبير ثانيا ، والقائم عليها بالإدانة
والإبقاء ثالثا ، هو المتولى أمور خلقه بالتدبير والقدرة والفعل ، فهو
سبحانهالمالك للأشياء المتكفل بها القائم عليها بالإبقاء والمتفرد
بتدبيرها ، المتصرف بمشيئته فيها ، ويجرى عليهل حكمه ، فلا والى للأمور
سواه ، واسم الوالى لم يرد فى القرآن ولكن مجمع عليه
المتعالي : تقول اللغة يتعالى أى يترفع على ، الله المتعالى هو المتناهى
فى علو ذاته عن جميع مخلوقاته ، المستغنى بوجوده عن جميع كائناته ، لم
يخلق إلا بمحض الجود ، وتجلى أسمه الودود ، هو الغنى عن عبادة العابدين ،
الذى يوصل خيره لجميع العاملين ، وقد ذكر اسم المتعالى فى القرآن مرة
واحدة فى سورة الرعد : ( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال ) ، وقد جاء
فى الحديث الشريف ما يشعر بأستحباب الإكثار من ذكر اسم المتعال فقال : بئس
عبد تخيل واختال ، ونسى الكبير المتعال
البر : البر فى اللغة بفتح الباء هو فاعل الخير والمحسن ، وبكسر الباء هو
الإحسان والتقوى البر فى حقه تعالى هو فاعل البر والإحسان ، هو الذى يحسن
على السائلين بحسن عطائه،وينفضل على العابدين بجزيل جزائه ، لا يقطع
تإحسان بسبب العصيان ، وهو الذى لا يصدر عنه القبيح ، وكل فعله مليح ،
وهذا البر إما فى الدنيا أو فى الدين ، فى الدين بالإيمان والطاعة أو
بإعطاء الثواب على كل ذلك ، وأما فى الدنيا فما قسم من الصحة والقوة
والجاه والأولاد والأنصار وما هو خارج عن الحصر
التواب : التوبة لغويا بمعنى الرجوع ، ويقال تاب وأناب وآب ، فمن تاب لخوف
العقوبة فهو صاحب توبة ، ومن تاب طمعا فى الثواب فهو صاحب إنابة ، ومن تاب
مراعاة للأمر لا خوفا ولا طمعا فهو صاحب أوبة والتواب فى حق الله تعالى هو
الذى يتوب على عبده ويوفقه اليها وييسرها له ، ومالم يتب الله على العبد
لا يتوب العبد ، فابتداء التوبة من الله تعالى بالحق ، وتمامها على العبد
بالقبول ، فإن وقع العبد فى ذنب وعاد وتاب الى الله رحب به ، ومن زل بعد
ذلك وأعتذر عفى عنه وغفر ، ، ولا يزال العبد توابا ، ولا يزال الرب غفارا
وحظ العبد من هذا الاسم أن يقبل أعذار المخطئين أو المذنبين من رعاياه وأصدقائه مرة بعد أخرى
المنتقم : النقمة هى العقوبة ، والله المنتقم الذى يقسم ظهور الكغاة ويشدد
العقوبة على العصاة وذلك بعد الإنذار بعد التمكين والإمهال ، فإنه إذا
عوجل بالعقوبة لم يمعن فى المعصية فلم يستوجب غاية النكال فى العقوبة
والله يغضب فى حق خلقه بما لا يغضب فى حق نفسه ، فينتقم لعباده بما لا
ينتقم لنفسه فى خاص حقه ، فإنه إن عرفت أنه كريم رحيم فأعرف أنه منتقم
شديد عظيم ، وعن الفضل أنه قال : من خاف الله دله الخوف على كل خير
العفو : العفو له معنيان الأول : هو المحو والإزالة ، و العفو فى حق الله
تعالى عبارة عن إزالة أثار الذنوب كلية فيمحوها من ديوان الكرام الكاتبين
، ولا يطالبه بها يوم القيامة وينسيها من قلوبهم كيلا يخجلوا عند تذكرها
ويثبت مكان كل سيئة حسنة
المعنى الثانى : هو الفضل ، أى هو الذى يعطى الكثير ، وفى الحديث : ( سلوا
الله العفو و العافية ) والعافية هنا دفاع الله عن العبد ، والمعافاة أن
يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك ، أى يغنيك عنهم ويغنيهم عنك ، وبذلك
صرف أذاك عنهم وأذاهم عن وحظ العبد من الاسم أن يعفو عمن أساء إليه أو
ظلمه وأن يحسن الى من أساء اليه
الرؤوف : الرؤوف فى اللغة هى الشديد الرحمة ، والرأفة هى هى نهاية الرحمة
، و الروؤف فى أسماء الله تعالى هو المتعطف على المذنبين بالتوبة ، وعلى
أوليائه بالعصمة ، ومن رحمته بعباده أن يصونهم عن موجبات عقوبته ، وإن
عصمته عن الزلة أبلغ فى باب الرحمن من غفرانه المعصية ، وكم من عبد يرثى
له الخلق بما به من الضر والفاقة وسوء الحال وهو فى الحقيقة فى نعمة تغبطه
عليها الملائكة
وقيل أن نبيا شكى الى الله تعالى الجوع والعرى والقمل ، فأوحى الله تعالى
اليه : أما تعرف ما فعلت بك ؟ سددت عنك أبواب الشرك . ومن رحمته تعالى أن
يصون العبد عن ملاحظة الأغيار فلا يرفع العبد حوائجه إلا إليه ، وقد قال
رجل لبعض الصالحين ألك حاجة ؟ فقال : لا حاجة بى الى من لا يعلم حاجتى .
والفرق بين اسم الروؤف والرحيم أنه تعالى قدم الرؤوف على الرحيم والرأفة
على الرحمة . وحظ العبد من اسم الروؤف أن يكثر من ذكره حتى يصير عطوفا على
الخاص والعام ذاكرا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :ارحموا من فى الأرض
يرحمكم من فى السماء , و من قطع رجاء من ارتجاه قطع الله رجاءه يوم
القيامة فلن يلج الجنة
مالك الملك : من أسماء الله تعالى الملك والمالك والمليك ، ومالك الملك
والملكوت ، مالك الملك هو المتصرف فى ملكه كيف يشاء ولا راد لحكمه ، ولا
معقب لأمره ، والوجو كله من جميع مراتبه مملكة واحدة لمالك واحد هو الله
تعالى ، هو الملك الحقيقى المتصرف بما شاء كيف شاء ، إيجادا وإعدتما ،
إحياء وإماته ، تعذيبا وإثابة من غير مشارك ولا ممانع ، ومن أدب المؤمن مع
اسم مالك الملك أن يكثر من ذكره وبذلك يغنيه الله عن الناس
وروى عن سفيان بن عينه قال: بين أنا أطوف بالبيت إذ رأيت رجلا وقع فى قلبى
أنه من عباد الله المخلصين فدنوت منه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟
فلم يرد جوابا، ومشى فى طوافه، فلما فرغ صلى خلف المقام ركعتين، ثم دخل
اللحجر فجلس، فجلست اليه فقلت: هل تقول شيئا ينفعنى الله به؟ فقال: هل
تدرون ما قال ربكم: أنا الحى الذى لا أموت هلموا أطيعونى أجعلكم ملوكا لا
تزولون، أنا الملك الذى إذا أردت شيئا قلت له كن فيكون
ذو الجلال والإكرام : ذو الجلال والأكرام إسم من أسماء الله الحسنى، هو
الذى لا جلال ولا كمال إلا وهو له ، ولا كرامة ولا مكرومة إلا وهى صادرة
منه ، فالجلال له فى ذاته ةالكرامة فائضة منه على خلقه، وفى تقديم لفظ
الجلال على لفظ الإكرام سر ، وهو ان الجلال إشارة الى التنزيه ، وأما
الإكرام فإضافة ولابد فيها من المضافين ، والإكرام قريب من معنى الإنعام
إلا أنه أحص منه ، لأنه ينعم على من لا يكرم ، ولا يكرم غلا من ينعم عليه
، وقد قيل أن النبى صلى الله عليه وسلم كان مارا فى طريق إذ رأة إعرابيا
يقول : ( اللهم إنى أسألك بإسمك الأعظم العظيم ، الحنان المنان ، مالك
الملك ، ذو الجلال والإكرام ) ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم إنه دعى
باسم الله الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أجاب ) ، ومتى أكثر العبد من
ذكره صار جليل القدر بين العوالم ، ومن عرف جلال الله تواضع له وتذلل .
يـتـبـــع