الغفور : الغفور من الغفر وهو الستر ، والله هو الغفور بغفر فضلا وإحسانا
منه ، هو الذى إن تكررت منك الإساءة وأقبلت عليه فهو غفارك وساترك ،
لتطمئن قلوب العصاة ، وتسكن نفوس المجرمين ، ولا يقنط مجرم من روح الله
فهو غافر الذنب وقابل التوبة
والغفور .. هو من يغفر الذنوب العظام ، والغفار .. هو من يغفر الذنوب
الكثيرة . وعلم النبى صلى الله عليه وسلم ابو بكر الصديق الدعاء الأتى :
اللهم إنى ظلمت نفسى ظلما كثيرا ، ولا يغفر الذنوب إلا أنت ، فأغفر لى
مغفرة من عندك ، وارحمنى إنك انت الغفور الرحيم
الشكور: الشكر فى اللغة هى الزيادة ، يقال شكر فى الأرض إذا كثر النبات
فيها ، والشكور هو كثير الشكر ، والله الشكور الذى ينمو عنده القليل من
أعمال العبد فيضاعف له الجزاء ، وشكره لعبده هى مغفرته له ، يجازى على
يسير الطاعات بكثير الخيرات ، ومن دلائل قبول الشكر من العبد الزيادة فى
النعمة ، وقال تعالى ( لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابى لشديد ) ،
والشكر من الله معناه أنه تعالى قادرا على إثابة المحسنين وهو لا يضيع أجر
من أحسن عملا
العـلي : العلو هو ارتفاع المنزلة ، والعلى من أسماء التنزيه ، فلا تدرك
ذاته ولا تتصور صفاته أو ادراك كماله ، والفرق بين العلى .. والمتعالى أن
العلى هو ليس فوقه شىء فى المرتبة أو الحكم ، والمتعالى هو الذى جل عن إفك
المفترين ، والله سبحانه هو الكامل على الإطلاق فكان أعلى من الكل
وحظ العبد من الاسم هو ألا يتصور أن له علوا مطلقا ، حيث أن أعلى درجات
العلو هى للأنبياء ، والملائكة ، وعلى العبد أن يتذلل بين يدى الله تعالى
فيرفع شأنه ويتعالى عن صغائر الأمور
الكبير : الكبير هو العظيم ، والله تعالى هو الكبير فى كل شىء على الإطلاق
وهوالذى مبر وعلا فى "ذاته" و "صفاته" و"افعاله" عن مشابهة مخلوقاته ، وهو
صاحب كمال الذات الذى يرجع الى شيئين الأول : دوامه أزلا وأبدا ، والثانى
:أن وجوده يصدر عنه وجود كل موجود ، وجاء اسم الكبير فى القرآن خمسة مرات
.أربع منهم جاء مقترنا باسم (العلى ) . والكبير من العباد هو التقى المرشد
للخلق ، الصالح ليكون قدوة للناس ، يروى أن المسيح عليه السلام قال : من
علم وعمل فذلك يدعى عظيما فى ملكوت السموات
الحفيظ : الحفيظ فى اللغة هى صون الشىء من الزوال ، والله تعالى حفيظ
للأشياء بمعنى أولا :أنه يعلم جملها وتفصيلها علما لا يتبدل بالزوال ،
وثانيا :هو حراسة ذات الشىء وجميع صفاته وكمالاته عن العدم وقال رسول الله
صلى الله عليه وسلم ( إذا أويت الى فراشك فأقرأ آية الكرسى ، لايزال عليك
الله حارس ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحافظ على جوارحه من المعاصى ، وعلى
قلبه من الخطرات وأن يتوسط الأمور كالكرم بين الاسراف والبخل
المقيت : القوت لغويا هو مايمسك الرمق من الرزق ، والله المقيت بمعنى هو
خالق الأقوات وموصلها للأبدان وهى:الأطعمة والى القلوب وهى :المعرفة ،
وبذلك يتطابق مع اسم الرزاق ويزيد عنه أن المقيت بمعنى المسئول عن الشىء
بالقدرة والعلم ، ويقال أن الله سبحانه وتعالى جعل أقوات عباده مختلفة
فمنهم من جعل قوته الأطعمة والأشربة وهم:الآدميون والحيوانات ، ومنهم من
جعل قوته الطاعة والتسبيح وهم:الملائكة ، ومنهم من جعل قوته المعانى
والمعارف والعقل وهم الأرواح
وحظ العبد من الاسم ألا تطلب حوائجك كلها إلا من الله تعالى لأن خزائن
الأرزاق بيده ، ويقول الله لموسى فى حديثه القدسى : يا موسى اسألنى فى كل
شىء حتى شراك نعلك وملح طعامك
الحسيب : الحسيب فى اللغة هو المكافىء .والاكتفاء .والمحاسب . والشريف
الذى له صفات الكمال ، والله الحسيب بمعنى الذى يحاسب عباده على أعمالهم ،
والذى منه كفاية العباده وعليه الاعتماد ، وهو الشرف الذى له صفات الكمال
والجلال والجمال . ومن كان له الله حسيبا كفاه الله ، ومن عرف أن الله
تعالى يحاسبه فإن نفسه تحاسبه قبل أن يحاسب
الجليل : الجليل هو الله ، بمعنى الغنى والملك والتقدس والعلم والقدرة
والعزة والنزاهة ، إن صفات الحق أقسام صفات جلال : وهى العظمة والعزة
والكبرياء والتقديس وكلها ترجع الى الجليل ، وصفات جمال : وهى اللطف
والكرم والحنان والعفو والإحسان وكلها ترجع الى الجميل ، وصفات كمال : وهى
الأوصاف التى لا تصل اليها العقول والأرواح مثل القدوس ، وصفات ظاهرها
جمال وباطنها جلال مثل المعطى ، وصفات ظاهرها جلال وباطنها جمال مثل الضار
، والجليل من العباد هو من حسنت صفاته الباطنة أما جمال الظاهر فأقل قدرا
الكريم : الكريم فى اللغة هو الشىء الحسن النفيس ، وهو أيضا السخى النفاح
، والفرق بين الكريم والسخى أن الكريم هو كثير الإحسان بدون طلب ، والسخى
هو المعطى عند السؤال ، والله سمى الكريم وليس السخى فهو الذى لا يحوجك
الى سؤال ، ولا يبالى من أعطى ، وقيل هو الذى يعطى ما يشاء لمن يشاء وكيف
يشاء بغير سؤال ، ويعفو عن السيئات ويخفى العيوب ويكافىء بالثواب الجزيل
العمل القليل
وكرم الله واسع حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنى لأعلم آخر أهل
الجنة دخولا الجنة ، وآخر أهل النار خروجا منها ، رجلا يؤتى فيقال اعرضوا
عليه صغار ذنوبه ، فيقال عملت يوم كذا ..كذا وكذا ، وعملت يوم كذا..كذا
وكذا فيقول نعم لا يستطيع أن ينكر ،وهو مشفق من كبار ذنوبه أن تعرض عليه
،فيقال له :فإن لك مكان كل سيئة حسنة، فيقول : رب قد عملت أشياء ما أراها
هنا ) وضحك الرسول صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه
الرقيب : الرقيب فى اللغة هو المنتظر والراصد، والرقيب هو الله الحافظ
الذى لا يغيب عنه شىء ، ويقال للملك الذى يكتب أعمال العباد ( رقيب ) ،
وقال تعالى ( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ، الله الرقيب الذى يرى
أحوال العباد ويعلم أقوالهم ، ويحصى أعمالهم ، يحيط بمكنونات سرائرهم ،
والحديث النبوى يقول ( الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه
فإنه يراك )، وحظ العبد من الاسم أن يراقب نفسه وحسه ، وأن يجعل عمله خالص
لربه بنية طاهرة
الولـي : الولى فى اللغة هو الحليف والقيم بالأمر ، والقريب و الناصر
والمحب ، والولى أولا : بمعنى المتولى للأمر كولى اليتيم ، وثانيا : بمعنى
الناصر ، والناصر للخلق فى الحقيقة هو الله تبارك وتعالى ، ثالثا : بمعنى
المحب وقال تعالى ( الله ولى الذين آمنوا ) أى يحبهم ، رابعا : بمعنى
الوالى أى المجالس ، وموالاة الله للعبد محبته له ، والله هو المتولى أمر
عباده بالحفظ والتدبير ، ينصر أولياءه ، ويقهر أعدائه ، يتخذه المؤمن وليا
فيتولاه بعنايته ، ويحفظه برعايته ، ويختصه برحمته
الحميد : الحميد لغويا هو المستحق للحمد والثناء ، والله تعالى هو الحميد
،بحمده نفسه أزلا ، وبحمده عباده له أبدا ، الذى يوفقك بالخيرات ويحمدك
عليها ، ويمحو عنك السيئات ، ولا يخجلك لذكرها ، وان الناس منازل فى حمد
الله تعالى ، فالعامة يحمدونه على إيصال اللذات الجسمانية ، والخواص
يحمدونه على إيصال اللذات الروحانية ، والمقربون يحمدونه لأنه هو لا شىء
غيره ، ولقد روى أن داود عليه السلام قال لربه ( إلهى كيف اشكرك ، وشكرى
لك نعمة منك علىّ ؟ ) فقال الأن شكرتنى
والحميد من العباد هو من حسنت عقيدته وأخلاقه وأعماله وأقواله ، ولم تظهر
أنوار اسمه الحميد جلية فى الوجود إلا فى رسول الله صلى الله عليه وسلم
المحصي : المحصى لغويا بمعنى الإحاطة بحساب الأشياء وما شأنه التعداد ،
الله المحصى الذى يحصى الأعمال ويعدها يوم القيامة ، هو العليم بدقائق
الأمور ، واسرار المقدور ، هو بالمظاهر بصير ، وبالباطن خبير ، هو المحصى
للطاعات ، والمحيط لجميع الحالات ، واسم المحصى لم يرد بالأسم فى القرآن
الكريم , ولكن وردت مادته فى مواضع ، ففى سورة النبأ ( وكل شىء أحصيناه
كتابا ) ، وحظ العبد من الاسم أن يحاسب نفسه ، وأن يراقب ربه فى أقواله
وأفعاله ، وأن يشعل وقته بذكر أنعام الله عليه ، ( وان تعدوا نعمة الله لا
تحصوها) الآية
المبدئ : المبدىء لغويا بمعنى بدأ وابتدأ ،والأيات القرآنية التى فيها ذكر
لاسم المبدىء والمعيد قد جمعت بينهما ، والله المبدىء هو المظهر الأكوان
على غير مثال ، الخالق للعوالم على نسق الكمال ، وأدب الأنسان مع الله
المبدىء يجعله يفهم أمرين أولهما أن جسمه من طين وبداية هذا الهيكل من
الماء المهين ، ثانيهما أن روحه من النور ويتذكر بدايته الترابية ليذهب
عنه الغرور
المعيد : المعيد لغويا هو الرجوع الى الشىء بعد الانصراف عنه ، وفى سورة
القصص ( ان الذى فرض عليك القرآن لرادك الى معاد ) ، أى يردك الى وطنك
وبلدك ، والميعاد هو الآخرة ، والله المعيد الذى يعيد الخلق بعد الحياة
الى الممات ، ثم يعيدهم بعد الموت الى الحياة ، ومن يتذكر العودة الى
مولاه صفا قلبه ، ونال مناه ، والله بدأ خلق الناس ، ثم هو يعيدهم أى
يحشرهم ، والأشياء كلها منه بدأت واليه تعود
المحيي : الله المحيى الذى يحيى الأجسام بإيجاد الأرواح فيها ، وهو محي
الحياة ومعطيها لمن شاء ، ويحيى الأرواح بالمعارف ، ويحيى الخلق بعد الموت
يوم القيامة ، وأدب المؤمن أن يكثر من ذكر الله خاصة فى جوف الليل حتى
يحيى الله قلبه بنور المعرفة
المميت : والله المميت والموت ضد الحياة ، وهو خالق الموت وموجهه على من
يشاء من الأحياء متى شاء وكيف شاء ، ومميت القلب بالغفلة ، والعقل بالشهوة
. ولقد روى أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان من دعائه اذا أوى الى فراشه
( اللهم باسمك أحيا وباسمك أموت ) وإذا أصبح قال : الحمد لله الذى أحيانا
بعدما أماتنا وإليه النشور
الحـي : الحياة فى اللغة هى نقيض الموت ، و الحى فى صفة الله تعالى هو
الباقى حيا بذاته أزلا وأبدا ، والأزل هو دوام الوجود فى الماضى ، والأبد
هو دوام الوجود فى المستقبل ، والأنس والجن يموتون ، وكل شىء هالك إلا
وجهه الكريم ، وكل حى سواه ليس حيا بذاته إنما هو حى بمدد الحى ، وقيل إن
اسم الحى هو اسم الله الأعظم
القيوم : اللغة تقول أن القيوم و السيد ، والله القيوم بمعنى القائم بنفسه
مطلقا لا بغيره ، ومع ذلك يقوم به كل موجود ، ولا وجود أو دوام وجود لشىء
إلا به ، المدبر المتولى لجميع الأمور التى تجرى فى الكون ، هو القيوم
لأنه قوامه بذاته وقوام كل شىء به ، والقيوم تأكيد لاسم الحى واقتران
الإسمين فى الآيات ، ومن أدب المؤمن مع اسم القيوم أن من علم أن الله هو
القيوم بالأمور أستراح من كد التعبير وتعب الاشتغال بغيره ولم يكن للدنيا
عنده قيمة ، وقيل أن اسم الله الأعظم هو الحى القيوم
الواجد : الواجد فيه معنى الغنى والسعة ، والله الواجد الذى لا يحتاج الى
شىء وكل الكمالات موجودة له مفقودة لغيره ، إلا إن أوجدها هو بفضله ، وهو
وحده نافذ المراد ، وجميع أحكامه لا نقض فيها ولا أبرام ، وكل ما سوى الله
تعالى لا يسمى واجدا ، وإنما يسمى فاقدا ، واسم الواجد لم يرد فى القرآن
ولكنه مجمع عليه ، ولكن وردت مادة الوجود مثل قوله تعالى ( انا وجدناه
صابرا نعم العبد انه أواب ) الآية
يـتـبـــع